بإمكانك تناسي مشاهد الفقد والحرمان و تلافي سرعة حلول الظلام في ليالي إدلب، لكن.. لأن طفولة اليوم مؤشر المستقبل على كوكبنا، لا بد من احتواء أطفال الخيام.. هناك في منطقة الغرب السوري ، حيث يتزامن جفاء الواقع مع جفاف الحياة الإجتماعية، تتزعزع فطرة الطفولة حين يعيش مئات الصغار في ظل تحديات جسيمة تهدد نموهم السليم و تحبط جهود الآباء و الأمهات لجعل الأمور تبدو على سجيّتها، لكن غياب العوامل المساعدة و الخوف من المستقبل المجهول مشهد صريح لا بدّ من تأمّله لاستشعار المسؤولية حيال الأوضاع.
تحاول وطن تغيير ملامح هذه الطفولة، حيث يقدم مشروع “أهلا سمسم” بالتعاون مع “مؤسسة الإنقاذ الدولية” إسهاما في حل الإشكالية و نشر الوعي بضرورة التحرك بتأسيس برنامج يهدف إلى توفير الاحتياجات المعرفية و العوامل المساعدة في نمو و تطوير الأطفال ما دون ال8 سنوات و بذل المهارات اللازمة لدعم مقدمي الرعاية، حيث نسعى إلى منح هؤلاء الأفراد فرصة للحفاظ على سلامة بناءهم الاجتماعي و النفسي و إصلاح ما تبقى..
كما يحظى كل المنضمّين إلى هذا المشروع من مقدمي الرعاية بتوجيه تربوي لتحسين مهاراتهم في الاستجابة للطوارئ و سبل التعامل تحت الضغوط النفسية، و ذلك سعيا لتمكينه من الاعتناء بنفسه وبأطفاله.
حيث تقوم فرقنا الميدانيّة بمساعدة مقدمي الرعاية على استنباط وسائل تعلّم ممتعة و مسلية لأطفالهم دون سن ال8 سنوات محوا لبعض آثار الإساءات و التحديات الماضية و لحماية مراحل نموهم النفسية و المعرفية الاجتماعية.
لازالت فرقنا الميدانية مستمرة بتقديم خدمات الرعاية للطفولة المبكرة للمستفيدين في مراكزَ ثلاثة:
- مركز ‘الدانا المحدثة حول ادلب،حارم،الدانا، مدرسة الدانا المحدثة.
- مركز طارق بن زياد في ادلب،حارم،الدانا، البردقلي، تجمع مخيمات حلب لبيه،مخيم الحياة الجديدة،مدرسة طارق بن زياد.
- مركز القادسية بإدلب ،حارم،الدانا،مشهد روحين،مخيم أرامل المعرة و مدرسة ميمونة بنت الحارث.
داخل هذه المراكز بدأت فرق العمل الميدانية بتسجيل المستفيدين الجدد من مقدمي الرعاية وأطفالهم من كلا الجنسين…وفوراً انطلق تقديم الخدمات المتنوعة للمشروع لكلا من مقدمي الرعاية والأطفال.
ولأن منظومة وطن تهتمّ بوصول دعمها للذّين يشقّ عليهم الوصول إلى نقاط التواجد، نوّعت تقديم خدماتها ما بين مجموعات الواتس أب الخاصة بمقدمي الرعاية وجلسات التوعية المنزلية التي تستهدف الأهالي ضمن منازلهم وتصل إلى الفئات الأكثر تهميشا وخاصة الأشخاص ذوي الإعاقة…
نحو النموذج الثالث من الخدمات المقدمة للمربّين يقوم الميدانيون بتنظيم جلسات فيزيائية مباشرة ترسّخ معاني الرعاية الفعّالة و أبعادها الاجتماعية، كما تعمل تيك الجلسات على تكريس أهمية التوعية بعوامل نمو وتطور الطفل حفاظاً على الانضباط الإيجابي و الدعم النفسي الاجتماعي لهؤلاء الأفراد..
كما يعمل فريقنا على منح مهارات التواصل اللغوي و ضوابط التبادل الاجتماعي في معترك الحياة و قوانين المجتمع القادم الّذي ينتظر هؤلاء الأطفال و هم في أمسّ الحاجة لإدراك سبل الاندماج السليم و اكتساب مهارات الحياة.
كما نجح فريقنا هذا الشهر في الوصول إلى عدد أكبر من المستفيدين تجاوز الحدّ المخطط له والمتوقَّع في هذه المرحلة حيث بلغ مقدمي الرعاية الذّين تلقوا الجلسات الفيزيائية بشكل مباشر والذين تم تسجيلهم خلال نيسان و استكمال الجلسات معهم خلال أيار 108 شخصا ،54 ذكور مقابل 54 من الإناث من بينهم 106 نازح و مقيمان.
٪72 منهم قد إلتحقوا في أيار من بينهم 48 نازحا و 24 مقيم.
كما نجح فريقنا في إيصال خدماته للتوعية المنزلية إلى 192 شخصا من الإناث و الذكور من بينهم 128 نازحا و 64 مقيما، أمّا المستهدفين هذا الشهر من خلال مجموعات الواتساب يتمثّل في 78 شخصا من بينهم 52 نازحا 26 مقيم.
تتزايد توقّعات وفرص النجاح مع تزايد عدد المستفيدين في ظل هذه الأزمات في تنمية الرعاية الوالدية الفعالة وخلق فرص تعلم مبكرة لبيئة داعمة و آمنة تقرر مستقبل الطفل السوري و تؤسس بيئة صالحة لنمو سليم متكامل ..كما نلحظ مشاركة مقدمي الرعاية الرجال بشكل متزايد و ملفت في البرنامج مما يدل على الأثر الملفت للمشروع بزيادة الوعي لدى الآباء حول المسؤولية المشتركة للوالدين في رعاية أطفالهم ودور الآباء الكبير في دعم نمو الأطفال وتطورهم المتكامل السليم..
و بما أن هؤلاء الأطفال هم محور عملنا، قد تمّ بفضل اللّه إحتواء 72 طفلا 38 ذكور 34 إناث من بينهم 48 نازحا و24 مقيم و الوصول إلى حوالي 529 طفلا عبر الجلسات المنزلية ، نتطلّع غدا أن يكونوا قادة السلم الإجتماعي ، لكنه أمر يحتاج دعمكم المتواصل ،إنّه يحتاج الأكثر من الكثير .