نتيجة للصراع الدائر في سورية منذ عام 2011، وبسبب العمليات العسكرية السابقة في المنطقة، والذي بدوره أدّى إلى خروج بعض الأبنية السكنيّة عن الخدمة، وتخريب بعضها بعد استخدامها لأنشطة غير مدنية، قامت وطن وبالاشتراك مع المجالس والمبادرات المحليّة في المنطقة بإجراء استبيانات تهدف إلى: تقييم الوضع الخدمي للأبنية السكنية، حيث إنّ قسماً كبيراً منها معطّل حالياً، بسبب الضرر الكبير الذي لحق بها، إذ إنّ بعضها يستخدم حالياً كسكن جماعي يضمّ الكثير من العوائل التي نزحت إلى المنطقة أو بعض العائدين الذين تدمرت مساكنهم، لتبقى مع هؤلاء تلك الذكريات التي تؤرّقهم بين جدران ألفت أصحابها، وبقيت وحيدة بعيدة المدى لا يُمكن العودة إليها، ما دفعهم للتفكير بحلم آخر في الحصول على منزل مشابه للخيمة على أقلّ تقدير، لكن بجدران مبنيّة من الإسمنت؛ لعلّها تستر خصوصياتهم، وتُنهي مأساتهم التي تُسبّبها عواصف وأمطار الشتاء، وغبار وحرّ الصيف.
كما أدّى النزوح الأخير من جنوب محافظة إدلب، وغرب محافظة حلب- بسبب التصعيد العسكري الذي حدث في شهر كانون الثاني عام 2020- إلى التّسبّب بازدحام المأوى في المناطق التي يلجأ إليها النازحون داخلياً في الفترة الحالية، لأجل ذلك؛ دعت الحاجة لتأمين مساكن بديلة عن الخيام التي تُعتبر حلاً مؤقتاً، ولا تؤّمن الحاجات الدنيا من التدفئة، والخصوصية والحماية.
ومن هذا المنطلق قامت وطن بالاشتراك مع جمعية التّميّز الكويتي، وبالتعاون مع عدد من المهندسين المدنيين والمعماريين: بتصميم القرية السكنية النموذجية التي بُنيت عليها فكرة المشروع، وتمّت دراسته إنشائياً، بحيث تكون قوية وصلبة بتكلفة نوعية.
ويهدف المشروع إلى بناء هذا المسكن النموذجي الفردي للعوائل المتضرّرة من الصراع بغية حمايتها، وحفاظاً على كرامة الأسر وخصوصيتها وإسهاماً منها في إعادة نمط الحياة الاجتماعية الطبيعية للعائلات المهجّرة من أراضيها وتخفيف معاناتها.
يتكوّن المسكن النموذجي من:
– بناء مستطيل الشكل يضم شقتين يحتوي على
ركن للمعيشة.
ركن للنوم.
حمام.
تواليت.
المطبخ مع مستلزماته.
تتمثّل في بناء الجدران لارتفاع حوالي(٣٠٠) سم على محيط المبنى، متموضعاً على جسر أرضي
السقف فيها عبارة عن بيتون مسلّح، يعمل على نقل إجهاد الضغط إلى الجدران الحاملة والتي هي من البلوك المليء
كما يتألّف المشروع من: (٦٠) وحدة سكنية، مع بناء مسجد مربع الشكل يتسع ل(٢٠٠) مصلّي، مع كافّة الملحقات الخاصّة به.
و تضم القرية أيضاً مركزاً صحياً يحوي فراغات طبية عديدة، ومجهّزاً لاستقبال الحالات بشكل يومي (اسعاف-تحاليل طبية-تصوير).
وننوّه أنّه من أهم الفراغات ضمن القرية وجود مدرسة تعليمية.
ومنذ انطلاقة المشروع في: ٢/٥/٢٠٢١ وحتى تاريخ اليوم، قطع المراحل التالية:
- تسليم موقع العمل للمتعهد .
- ترحيل الردم الموجود ضمن الموقع.
- تجهيز الأرض بفرش مادة الجماش لأرض الموقع حسب الشروط الفنّية.
- صبّ الأساسات البيتونيّة المسلّحة للكتل السكنية ل(١٥) كتلة.
- صبّ الأساسات البيتونيّة المسلّحة للمدرسة.
- احضارات لمادّة البلوك للعمار، وتجهيزه بأرض الموقع.
- تمديد الصرف الصحيّ للكتل الصحيّة.
- فرش وردم أساسات الكتل السكنيّة و المدرسة بمادة البحص وبارتفاع وسطي(٣٠) سم.
- الانتهاء من عمار(٣) كتل سكنيه، والعمل مستمرّ لباقي الكتل.
- صبّ سقف كتله سكنيه.
ويُتوقّع من خلال هذا المشروع أن نجني النتائج الإيجابية التالية:
- المشاركة في تأمين بيئة سكنية مناسبة للمناطق المستفيدة نتيجة الأعمال العسكرية.
- تأمين المساكن للنازحين والمجتمع المضيف، بالإضافة إلى الأمان والخصوصية وبأسعار رخيصة نسبياً.
- حفظ ودعم قطاع التعافي المبكر في المناطق المستهدفة.
- الوصول إلى حلول مستدامة عن طريق استخدام أكثر فاعلية للمباني السكنية بمواد بيئية رخيصة التكاليف.
- تأمين فرص عمل عن طريق دعم دخل للعمال المحليين الذين سيعملون بالمشروع.