أطلقت وطن بتاريخ 23/07/2024 ملتقى لجمعيات أكاديا في شمال غربي سوريا، ضمن مشروع العودة إلى الموطن المدعوم من الاتحاد الأوروبي. كان هذا الملتقى مناسبة استثنائية لرؤساء الجمعيات وفرقهم التنفيذية للتفاعل مع الخبراء الزراعيين والمزارعين البارزين، والمنظمات الإنسانية، بهدف تعزيز سلاسل القيمة المستدامة للزيتون والخضار.
وكما أوضح المهندس الزراعي عبد الحميد الكرج، المشرف على المشروع: “جمعيات أكاديا هي قصة نجاح تمتاز بالاستدامة، وهو النهج الذي انتهجه مشروع العودة إلى الموطن وهو نهج وطن منذ الأساس.”
وأضاف “أسست أكاديا نظام للقروض تُقدم للمزارعين حسب احتياجاتهم ويسترد 75% منه في نهاية الموسم، لكي تكون أكاديا مؤسسة مستدامة لا مشروع ينتهي بمدة معنية. وتم لمس نجاح الجمعيات حيث تحسنت الظروف المعيشة لعدة مزارعين ووصلت أرباحهم لأكثر من ألف دولار”
تضمّن الملتقى أيضًا قصص نجاح ملهمة، مثل قصة المزارع “ياسر رحيم” الذي نجح في تحقيق تقدم ملحوظ بفضل الدعم القوي الذي تلقاه، مما ساهم في تعزيز قدراته وتحقيق نمو مستدام في إنتاجه. وقد أفاد ياسر بالقول: “بفضل التوجيه والدعم المستمر، تمكنت من تحسين جودة منتجاتي وزيادة الإنتاج بشكل كبير، مما أثر إيجابياً على حياتي وحياة أسرتي.”
وعن فقرات الملتقى، تضمن الاطلاع على منتجات الجمعيتين كمنتجات الصناعات الغذائية الطبيعية المصنوعة بأيدي أعضاء جمعية أكاديا النسائية مثل الجبنة واللبنة وزيتون ودبس البندورة ودبس الرمان وعصائر طبيعية،فضلاً عن منتجات الخضار مثل البندورة والفليفلة والبطيخ، التي تعد بمثابة نجاح لمئات المزارعين. وتحدثت السيدة(وحيدة طالب)، وهي إحدى المزارعين المستفيدين من أنشطة جمعية أكاديا النسائية، قائلة: “قدمت جمعية أكاديا النسائية لنا الدعم العيني مثل سماد اليوريا، إضافة للتدريب والتوجيهات، بفضل ما قدموه تمكنا من إنتاج منتجات ذات جودة عالية والتسويق لها بنجاح.”
وقدم رئيسا جمعيتي أكاديا لدعم مزارعي الخضار والزيتون كلمة للحديث عن أهم إنجازات الجمعيات، وطرق انطلاقها، وعدد أعضاء الجمعيات، والأصول المستخدمة، وطرق تحقيق النجاح المستدام. وتحدثوا عن التحديات التي واجهوها وكيفية التغلب عليها بفضل التعاون والجهود المشتركة.
وعن النجاح النوعي في مجال الزيتون والتميز في تحليل زيت الزيتون المنتج، تحدث مدير مختبر زيت الزيتون في جامعة إدلب السيد “وليد الفارس” عن الإنجاز قائلاً: “لقد حققنا تقدمًا كبيرًا في تحسين جودة زيت الزيتون بفضل الأبحاث والتحاليل الدقيقة. هذا النجاح هو نتيجة للعمل الجاد والتعاون الوثيق بين الجمعية والمزارعين، ونأمل أن يستمر هذا التقدم لتحقيق المزيد من النجاحات في المستقبل.”
وأضاف الفارس: “تعد التحاليل المستخدمة في المختبر تحاليل معترف بها عالميًا لدى مجلس الزيتون الدولي،فضلاً عن إصدار شهادة من المختبر موثقة ومعترف بها عالميًا، مما يسمح للمزارعين والتجار بالاطلاع على جودة الزيت المنتج والمواد التي يتضمنها.”
الجدير بالذكر أن الجمعيتين في شمال غربي سوريا تعملان على الاستدامة لتحسين الحياة الزراعية للمزارعين،حيث تم بالفعل الوصول إلى أكثر من 578 مزارع زيتون وخضار ضمن مناطق كللي وكفر عروق بريف إدلب.
ويعد هذا الملتقى فرصة للتعريف بالجمعيتين وأثرهما على الاستدامة في حياة المزارعين، ومساهمة أيضًا في إعطاء فرصة للمزارعين لمناقشة التحديات تواجههم وكيف استطاعوا التغلب عليها، وطرق التخلص من التحديات المتوقعة في المستقبل.
ختاماً، نرى أن التحديات التي تواجه مناطق شمال غربي سوريا، رغم قسوتها، تحمل في طياتها فرصاً لتحقيق النجاح والتقدم بفضل الجهود المبذولة من قبل الجمعيات المحلية والدعم الدولي. يمثل ملتقى جمعيات أكاديا نموذجاً يحتذى به في تحويل الصعوبات إلى إنجازات ملموسة، حيث لم يكن مجرد حدث عابر، بل منصة استثنائية للتواصل وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة.
وفي النهاية، يبقى السؤال الأهم: إذا كانت هذه التحديات قد ولّدت هذا الكم من الإنجازات، فما الذي يمكننا تحقيقه إذا استمررنا في العمل يدًا بيد؟ الأمل يكمن في الاستمرار، والتفاني في العمل، والإيمان بأن الغد يحمل في طياته فرصًا أكبر وأفضل. فلنكن جميعًا جزءًا من هذا التغيير، ولنعمل سويًا لتحقيق مستقبل مشرق ومستدام لبلدنا.