لتعزيز الإنتاجية للمزارعين السوريين… أكاديا تستثمر في الزراعة المستدامة – WATAN

لتعزيز الإنتاجية للمزارعين السوريين... أكاديا تستثمر في الزراعة المستدامة

في المناظر الطبيعية الخصبة والصعبة في شمال غرب سوريا، يواجه مزارعو الخضروات العديد من العقبات، أهمها عدم وجود تدابير وقائية لمكافحة الآفات والحشرات. وتهدد هذه الآفات جودة المحاصيل وتعطل المبيعات في الأسواق المحلية. ومع تصاعد هذه التحديات، تواصل فرق وطن من المهندسين الزراعيين المتخصصين، من خلال مشروع التنمية المستدامة المدعوم من الاتحاد الأوروبي وبالتعاون مع جمعية أكاديا، جهودها لدعم هؤلاء المزارعين بزيارات ميدانية دورية لتقديم إرشادات حول كيفية مكافحة الآفات والحشرات، إضافة إلى نصائح لتحسين جودة الإنتاج.

شهد شهر يونيو 2024 زيارة هذه الفرق المتخصصة للحقول المزروعة بمجموعة متنوعة من المحاصيل، بما في ذلك الجبس (البطيخ) والطماطم والفليفلة والباذنجان. وجاء التوزيع على النحو التالي: 34.31% طماطم، 27.01% باذنجان، 25.55% فلفل، 13.14% بطيخ. وتهدف هذه الزيارات إلى تقييم الوضع الصحي للحقول وتحديد مسببات الأمراض التي يمكن أن تضر بالإنتاجية والجودة، وبالتالي تؤثر على أرباح المزارعين.

تلقى المزارعون إرشادات شاملة حول تجنب الإصابة بالحشرات والتعامل مع الأمراض الفطرية والفيزيولوجية. كما تم تقديم النصائح حول ممارسات التسميد الأمثل، مع الأخذ في الاعتبار الاحتياجات المحددة لكل محصول في مراحل النمو المختلفة. وتم التأكيد على اعتماد الأساليب الزراعية الحديثة وتجنب الممارسات التي قد تؤثر سلباً على الإنتاج.

وتظهر النتائج الملموسة لهذه الجهود في الإجراءات التي اتخذها المزارعون. لقد بدأوا في استخدام المبيدات الكيميائية الموصى بها بتركيزات مناسبة لمكافحة الحشرات بشكل فعال. وتهدف هذه التدابير إلى منع تفاقم الإصابة وضمان استمرارية الإنتاج الزراعي.

بالإضافة إلى ذلك، بدأ المزارعون الذين تعرضت حقولهم للإصابات الفطرية في معالجة حقولهم بوسائل مبتكرة للتعامل مع هذه الأمراض، باستخدام المبيدات الفطرية الموصى بها. تسعى هذه الخطوات إلى الحد من تأثيرات الأمراض الفطرية وضمان صحة وفعالية الإنتاج الزراعي.

وفي حين أن هذه الخطوات في الإنتاجية الزراعية واعدة، فإن الرحلة نحو الاستدامة تتطلب دعمًا وموارد مستمرة. لقد حققت الجهود المشتركة لوطن وجمعية أكاديا تقدما كبيرا، ولكن لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به. ويعتبر الدعم المستمر ضرورياً لتزويد المزارعين بالطرق والتعليمات الوقائية اللازمة لمكافحة الآفات والأمراض الزراعية.

وعلى ذلك، فإننا ندعو الجهات المانحة العالمية إلى زيادة دعمها لمشاريع التنمية المستدامة في هذه المناطق المتضررة. ويعتبر هذا الدعم ضروريًا لضمان مستقبل أكثر إشراقا للمزارعين والمجتمعات التي تعتمد على الزراعة كمصدر رئيسي لكسب عيشهم. وكما قال ماسانوبو فوكوكا: “إن الهدف النهائي للزراعة ليس زراعة المحاصيل، بل زراعة البشر وتحسينهم.” إن استثماراتكم حيوية لتعزيز النمو المستدام والرخاء للجميع.

ومن خلال هذا الدعم، يمكننا أن نكون أكثر فعالية في مواجهة التحديات الزراعية وتحسين مستقبل المزارعين وأسرهم. كل مساهمة تساعدنا على زرع بذور الأمل والمرونة في قلب المجتمع الزراعي في سوريا. دعونا نعمل معًا لزراعة مستقبل يزدهر فيه المزارعون، وتزدهر حقولهم، مما يضمن الأمن الغذائي والاستقرار والاستقلال الاقتصادي للأجيال القادمة.

DECLINE