القطاع التعليمي: بين احتياجات متزايدة وضياع بوصلة الدعم – WATAN

القطاع التعليمي: بين احتياجات متزايدة وضياع بوصلة الدعم

في مناطق مثل الشمال الغربي لسوريا، حيث تزداد التحديات اليومية أمام التعليم، تصبح هذه المقولة أكثر من مجرد كلمات؛ بل حقيقة واقعة، ففي وسط الحروب والصراعات، يصبح التعليم السلاح الذي يسلح الأجيال القادمة بالمعرفة والقدرة على التغيير. إلا أن غياب الدعم عن القطاع التعليمي، وتفاقم الأزمات الاقتصادية، يعوق قدرة المعلمين والطلاب على استخدام هذا السلاح القوي في مواجهة التحديات

إنها بالفعل كارثة تلوح في الأفق؛ مع استمرار انقطاع الدعم عن التعليم، يلجأ المعلمون إلى البحث عن مصادر دخل أخرى، مما يضطرهم إلى التفرغ لمهن أخرى ويؤثر سلباً على قدرتهم على تلبية احتياجات الطلاب وتعليمهم. ووفقاً لتقرير صادر من مكتب تنسيق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (OCHA)، أشار إلى أنَّ 57% من الأطفال لا يمكنهم الوصول إلى المدارس الابتدائية، و80% لا يوجد لديهم وصول إلى المدارس الثانوية.

في هذا السياق، تعمل المنظمات الإنسانية بالتعاون مع مديريات التربية على تنفيذ مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى توفير الدعم اللازم للمعلمين وللعملية التعليمية بشكل عام. ويشمل العجز في هذا المجال أيضاً نقص الأدوات التعليمية والمستلزمات اللوجستية الضرورية.

تعد وطن واحدة من تلك المنظمات التي تعاونت مع الجهات المعنية لتوفير الدعم اللازم لمدرسة تل الكرامة المحدثة في ريف إدلب الشمالي، حيث قام فريق من وطن بزيارة المدرسة لتقييم الاحتياجات الضرورية، وتحديد متطلبات المعلمين والكوادر الإدارية في المدرسة.

تمثل الدعم المقدم من خلال هذه الزيارة في توفير رواتب للمعلمين والكوادر الإدارية الأساسية بعد إجراء التقييمات اللازمة، حيث يعد هذا الدعم من أولويات العمل لضمان استمرار العملية التعليمية، مما يساهم في تخريج جيل من الأطفال القادرين على الإنجاز وتحقيق أحلامهم.

إلى جانب تأمين رواتب المعلمين والكوادر التعليمية، قامت وطن بتوفير المستلزمات اللوجستية الأساسية للمدارس مثل الألواح والأقلام والدفاتر، وهي أدوات ضرورية لضمان سير العملية التعليمية بشكل سليم وفعّال.

وفيما يخص الطلاب، ساهمت وطن في تزويدهم بالحقائب المدرسية والمستلزمات اللازمة كالقرطاسية، وذلك في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يواجهها معظم أولياء الأمور، ما يجعل من الصعب عليهم توفير هذه الأدوات لأطفالهم.

من خلال هذا الدعم، يمكن القول بأن المدرسة تواصل عملها بنجاح بفضل توفير الرواتب والمستلزمات المدرسية، بالإضافة إلى تلبية احتياجات الطلاب الأساسية، مما يساهم في مساعدتهم على تحقيق أحلامهم المستقبلية والوصول إلى أهدافهم التعليمية.

ولا تتوقف وطن عند هذا الدعم، بل تعمل بالتعاون مع المنظمات الدولية والجهات المانحة على تقديم المزيد من الدعم للعملية التعليمية في جميع أنحاء سوريا. حيث تواصل فرقنا القيام بتقييم احتياجات المدارس في المدن الرئيسية مثل حلب وحمص وحماة ودمشق لضمان استمرارية هذا العمل الحيوي.

لا يمكن أن تُعتبر العملية التعليمية في شمال غربي سوريا منفصلة عن الوضع العام في البلاد. فالتحديات التي تواجه قطاع التعليم تؤثر بشكل كبير على الأجيال القادمة، مما يزيد من ضرورة تكاتف الجهود المحلية والدولية لضمان استمرارية التعليم وتحسين ظروفه في هذه المنطقة.

من المؤكد أن الاستمرار في تقديم هذا الدعم أمر حيوي لضمان استمرار التعليم في هذه المناطق المتأثرة بالحرب. وفي هذا الإطار، يعد الدعم الدولي والمحلي للقطاع التعليمي عاملاً أساسياً في تمكين الأطفال من الحصول على فرص تعليمية تضمن لهم مستقبلاً أفضل بعيدًا عن آثار الحرب.