في 6 شباط/فبراير 2023، هز زلزال كارثي العديد من المدن في جنوب تركيا وشمال غرب سوريا، تاركًا في أعقابه سلسلة من الدمار امتدت إلى ما هو أبعد من الإصابات الجسدية والأضرار في الممتلكات. ورغم أن العواقب المباشرة للزلزال كانت واضحة بشكل صارخ، فإن الحجم الحقيقي للكارثة يكمن في قصص عدد لا يحصى من الأسر التي واجهت التحديات العميقة المتمثلة في الخسارة واليأس والمهمة الشاقة المتمثلة في إعادة بناء حياتها. ومن بين المدن التي تأثرت بشدة مدينة كهرمان مرعش في جنوب تركيا، حيث برزت المرونة والتصميم كقوتين موجهتين لتعافي المجتمع. في هذه الساعة من الحاجة الماسة، برز مشروع وطن، بالتعاون الوثيق مع مؤسسة كاريتاس ألمانيا، كرمز للأمل، حيث يمد يدًا رحيمة لأولئك الذين يبحرون في أحلك ساعاتهم.
في أعقاب الزلزال، حشدت “وطن” مواردها بسرعة لتلبية الاحتياجات العاجلة للأسر المتضررة. وتمثل إحدى مبادراتهم الرائدة، مشروع القسائم الغذائية المبتكر، منارة للمرونة والالتزام بالدعم الشامل. وهو يتجاوز المفهوم التقليدي للمعونة الغذائية، ويهدف إلى تمكين الأسر من خلال تقديم الإغاثة الفورية وأدوات الإنعاش على المدى الطويل.
كجزء من مشروع القسائم الغذائية، تم توزيع القسائم الإلكترونية على 275 عائلة تأثرت بشكل مباشر بالزلزال الذي ضرب كهرمان مرعش. توفر هذه القسائم الرقمية شريان حياة من المرونة والكرامة، مما يسمح للعائلات باختيار وشراء المواد الغذائية الأساسية والمواد الاستهلاكية المصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتهم الفريدة. بالإضافة إلى القوت الفوري، تعمل هذه القسائم على تمكين الأفراد من اتخاذ خيارات لأسرهم، واستعادة الشعور بالسيطرة والحياة الطبيعية في مواجهة الشدائد.
واستكمالاً للقسائم الغذائية، قامت “وطن” بتوزيع 275 سلة نظافة على الأسر المتضررة. تحتوي هذه السلال المنسقة بدقة على مستلزمات النظافة والعناية الشخصية الأساسية، مما يعزز أهمية ليس فقط الصحة البدنية ولكن أيضًا الحفاظ على الكرامة وسط الأزمات. تعد النظافة والعناية الشخصية من الجوانب الحاسمة للتعافي، وهذه التدابير المدروسة توفر مظهرًا من الحياة الطبيعية في الأوقات العصيبة.
إدراكًا لأهمية الحفاظ على النظافة في مجموعات الإيواء، قامت “وطن” بتوزيع 40 حاوية قمامة على المناطق الرئيسية في كهرمان مرعش. ويساهم هذا الالتزام بالرعاية البيئية في خلق ظروف معيشية أكثر صحة وأمانًا لأولئك الذين يبحثون عن ملجأ في أعقاب الزلزال. وهو يعكس نهج “وطن” الشامل للمساعدات الإنسانية، مع التركيز على الترابط بين الرفاهية الجسدية والمسؤولية البيئية.
في الختام، فإن استجابة وطن للزلزال الذي ضرب كهرمان مرعش تمثل شهادة على التزامهم الثابت بالصمود والتعافي واستعادة الأمل. يُظهر نهجهم المبتكر، الذي يجمع بين التمكين الرقمي والإمدادات الأساسية والوعي البيئي، تفاني المنظمة في تقديم الدعم الإنساني الشامل.
إن الجهود الدؤوبة التي تبذلها “وطن”، بالتعاون مع مؤسسة كاريتاس ألمانيا، تذكرنا أنه حتى في مواجهة الكوارث الأكثر تدميرا، يمكن أن يظهر الأمل. يجسد عملهم قوة التضامن والرحمة والابتكار في تسليط الضوء على أحلك الساعات. إنها شهادة على الروح التي لا تقهر للمجتمعات التي تجتمع معًا لإعادة البناء.
وبينما نفكر في التأثير العميق للعمل الإنساني الذي تقوم به “وطن”، فإننا نوجه دعوة صادقة لجميع الذين يؤمنون بقدرة العمل الجماعي على تغيير حياة الناس. من خلال دعم مبادرات مثل مشروع قسيمة الطعام التابع لـ وطن، فإننا لا نساعد فقط في التعافي الفوري ولكن نساهم أيضًا في صمود المجتمعات واستعادتها. إنها دعوة للتضامن والرحمة والإيمان بأنه، حتى في أصعب الأوقات، يمكن للروح الإنسانية أن ترتفع، ويمكن للأمل أن يزدهر.