استجابة غزة الانسانية… إغاثة عاجلة من وطن للأهالي المنكوبين – WATAN

استجابة غزة الانسانية... إغاثة عاجلة من وطن للأهالي المنكوبين

هل نبدأ الحديث عن القصف الهمجي المتواصل، أم عن العائلات العالقة تحت الأنقاض؟ ربما عن ذلك الأب الذي جلس على ركام منزله، يتأمل بقايا ذكريات جميلة كانت تجمعه مع أسرته قبل دقائق من الفقد؟ أم عن العائلات التي فرت من جحيم القصف بحثًا عن مكان أكثر أمانًا، دون أن تعلم إن كان هناك حقًا مكان آمن؟

هذا المشهد ليس استثنائيًا؛ بل هو جزء من الروتين اليومي الذي يعيشه أهالي قطاع غزة المحاصر، وما يزيد الوضع تعقيدًا هو التقارير الدولية الأخيرة التي حذّرت من خطر مجاعة وشيكة في القطاع، نتيجة استمرار الصراع وتشديد القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية. ووفقًا لهذه التقارير، فإن نحو 96% من سكان غزة، أي ما يعادل 2.1 مليون شخص، يعانون من مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، مما ينذر بوقوع كارثة إنسانية غير مسبوقة إذا لم يتم اتخاذ تدابير عاجلة.

في ظل هذه الأوضاع القاسية، تحاول المنظمات الإنسانية بالتعاون مع الجهات الدولية والحكومية الوصول إلى القطاع لتقديم ما يمكن من مساعدات. فالطعام، الذي يعد أبسط حقوق الإنسان، أصبح رفاهية نادرة لعائلات تقبع تحت حصار خانق.

تقديرًا لحجم الكارثة الإنسانية، وصلت وطن إلى غزة لتقديم الدعم الضروري للعائلات النازحة في خان يونس. ومن خلال الموارد المتاحة لها، تسعى المنظمة إلى توفير الاحتياجات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والمساعدات الطارئة، في محاولة للتخفيف من المعاناة التي تعصف بالنازحين الذين فروا من الموت تحت القصف، ليواجهوا تحديات جديدة في ظل الحصار.

بدأت “وطن” استجابتها الإنسانية من خلال توزيع سلل غذائية تحتوي على مواد أساسية مثل الأرز، الحمص، العدس، السكر، والزيت، بالإضافة إلى المعلبات التي يمكن تخزينها لفترات طويلة. تهدف هذه المساعدات إلى تعزيز الأمن الغذائي وتقليل الأعباء اليومية على الأسر التي فقدت مصادر دخلها.

نظرًا للتدهور الحاد في البنية التحتية للمياه، وخاصة بعد استهداف المنشآت الحيوية، أصبحت المياه النظيفة من أندر الموارد في غزة. استجابة لذلك، وفّرت “وطن” مياه الشرب بشكل يومي ومستمر للعائلات النازحة، مما ساهم في الحد من انتشار الأمراض المرتبطة باستخدام المياه الملوثة، مثل الإسهال والتهاب الأمعاء، خاصة بين الأطفال.

ولتخفيف الضغط عن العائلات التي تعاني من نقص في المواد التموينية أو أدوات الطبخ، قدمت “وطن” وجبات غذائية جاهزة للأكل. تسعى هذه الخطوة إلى تحسين الأوضاع المعيشية بشكل مؤقت، خاصة في مراكز الإيواء حيث تتجمع العائلات في ظل غياب بيئة صحية مناسبة.

تدرك وطن أن الاستجابة الفورية لا تكفي وحدها لمواجهة أزمة بهذا الحجم. لذلك، تسعى المنظمة إلى تعزيز التعاون مع شركاء محليين ودوليين بهدف تطوير حلول مستدامة تشمل دعم مشاريع الصرف الصحي، وتحسين الوصول إلى المياه، وتعزيز فرص العمل للأسر المتضررة.

في ظل الأزمات الإنسانية المتفاقمة التي يشهدها قطاع غزة، يتضح جليًا أن التكافل الدولي مع المنظمات المحلية مثل “وطن” يمثل خطوة أساسية نحو تحقيق التغيير الإيجابي. عندما تتضافر الجهود الدولية مع التجارب المحلية،يمكن للمنظمات أن تستجيب بشكل أسرع وأكثر فعالية للاحتياجات الملحة للسكان.

يمكن أن يؤدي الدعم الدولي إلى تعزيز قدرة المنظمات على توفير المزيد من الموارد والبرامج التي تلبي احتياجات المجتمعات المتضررة. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يساهم التمويل الدولي في تأمين المياه النظيفة، وتوسيع نطاق توزيع المساعدات الغذائية، وتحسين البنية التحتية الصحية في مناطق النزاع.

لن تتوقف “وطن” عن السعي، فكل فعل صغير اليوم هو خطوة نحو غد أفضل لعائلات فقدت الكثير لكنها لم تفقد إيمانها بوجود من يقف إلى جانبها.

DECLINE