ثمار وطن ٢٠٢٤ – WATAN

ثمار وطن ٢٠٢٤

مع نهاية عام 2024، حققت مشاريع وطن نجاحات بارزة في تعزيز الاستدامة وتحقيق التغيير الإيجابي في حياة العديد من العائلات، حيث لم تقتصر هذه المبادرات على سوريا فقط، بل امتدت لتشمل دولًا أخرى تعاني من تحديات إنسانية واقتصادية.

الشراكات والابتكار: أساس النجاح

تحقق هذا النجاح بفضل الشراكات القوية التي أسستها وطن مع المانحين والجهات الدولية، وكذلك بفضل التفاني الكبير لفرق وطن التي عملت على تنفيذ مشاريع مستدامة بأعلى معايير الجودة. بدأت هذه المشاريع بتقديم استجابة طارئة، وامتدت لتشمل خدمات حيوية داعمة للمجتمعات في مختلف المجالات.

إحياء الأرض وتمكين المزارعين

في إطار برنامج الأمن الغذائي وسبل العيش الذي تنفذه “وطن”، جاء مشروع “العودة إلى الموطن” الممول من الاتحاد الأوروبي لتعزيز الأنشطة الاقتصادية في شمال غرب سوريا. ركز المشروع على دعم سلسلتي قيمة الزيتون والخضار، بهدف تحسين الإنتاجية الزراعية ورفاهية المزارعين.

تم تأسيس جمعية مزارعي الزيتون “أكاديا”، التي دعمت 1,625 مزارعًا في موسم 2024 عبر معصرة حديثة عالجت 944 طنًا من الزيتون. كما أُنشئ مختبر لتحليل زيت الزيتون قدم أكثر من 2,500 تحليل لـ500 عينة. تم تنفيذ 57 يومًا تدريبيًا و1,428 زيارة ميدانية، وتشغيل 7,140 عاملًا في بساتين الزيتون.

أما في سلسلة قيمة الخضار، فقد دعمت الجمعية النسائية زراعة 306 دونمات، مما أسفر عن إنتاج 1,206 أطنان من الخضروات وتشغيل 1,630 عاملًا. أسهمت البيوت البلاستيكية في إنتاج 677,250 شتلة، ما وفر دخلًا قدره 20,878 يورو، وحقق كل مزارع متوسط دخل قدره 311.36 يورو لكل دونم. كما أُنشئت وحدة تصنيع غذائي عالجت 65,817 كغ من المنتجات الطازجة.

اعتمد المشروع نهجًا مستدامًا في حوكمة الجمعيات من خلال تدريب مجالس الإدارة لمدة 120 يومًا، ما مكن الجمعيات من وضع خطط استراتيجية للفترة 2025-2027.

التلقيح الاصطناعي والمعالجات التناسلية لتحسين الثروة الحيوانية

في مشروع التلقيح الاصطناعي والمعالجات التناسلية شمال غربي سوريا، المدعوم من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، نفّذت الفرق البيطرية 23,522 زيارة ميدانية شملت تدريب 47 طبيبًا وفنيًا بيطريًا و6,126 مستفيدًا. تم إجراء التلقيح الاصطناعي لـ 3,716 بقرة، تأكد حمل 2,244 منها. كما تم تركيب 15,050 إسفنجة لتحفيز تبويض الأغنام، مما أسفر عن حمل 13,261 نعجة، بينها 4,469 بتوأم، بنسبة حمل 88.14% والتوائم 33.7%.

قدمت الفرق علاجات لـ 2,999 حالة خصوبة ورعاية لـ 3,085 بقرة و72,362 نعجة، إضافة إلى وضع علامات أذن لـ 3,541 بقرة، وخدمات رعاية لـ 1,091 عجلًا، واستشارات متنقلة للمربين. هذه الجهود تعكس أثر المشروع في تعزيز إنتاجية الثروة الحيوانية وتحسين حياة المستفيدين.

دور وطن في القطاع الطبي

عززت وطن دورها الريادي في تحسين الرعاية الصحية في شمال غرب سوريا عبر مشاريع استراتيجية شملت دعم 8 بنوك دم و71 مستشفى، مما أسفر عن جمع 67,861 كيس دم وتوزيع 79,632 وحدة. كما طورت تطبيقًا تقنيًا بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية لتنسيق عمليات بنوك الدم، وقدمت الرعاية لـ 1,312 مريضًا بالتلاسيميا.

في الرعاية الأولية، دعمت وطن ثلاثة مراكز صحية في كفرجنة، أعزاز، والباب، استفاد منها 72,000 مريض وصُرفت فيها 65,000 وصفة طبية. وأطلقت مشروع “عافية” لتوفير القسائم النقدية لشراء الأدوية، مستفيدًا منه 3,793 مريضًا يعانون من أمراض مزمنة.

استجابة للطوارئ، جمعت وطن 750 كيس دم يوميًا ووزعت 800 وحدة، مع دعم مستشفيات في حلب، حمص، ومنبج، وإطلاق حملات جمع دم في دمشق وحمص. كما شهد العام انضمام بنك حلب المركزي لشبكة وطن، ما عزز قدرته على تلبية احتياجات المرضى بكفاءة.

التمكين الاقتصادي ودعم المتضررين

في قطاع التمكين الاقتصادي، تمكنت وطن، بدعم من منظمة REALs، من إطلاق مشروع دعم نقدي في بلدة تفتناز بريف إدلب، حيث استفادت 378 عائلة من المتضررين من الزلزال. قامت المنظمة بتقديم مساعدة مالية لكل عائلة بقيمة 100 دولار أمريكي شهريًا، لمدة أربعة أشهر متتالية، مما ساعدهم في تخفيف معاناتهم وتمكينهم من تلبية احتياجاتهم الأساسية في ظل الظروف الصعبة.

وفي تركيا، قدمت وطن مساعدات نقدية لتحسين الظروف المعيشية لـ15 أسرة متضررة من الزلزال في ولاية هاتاي، مما ساعدها على استعادة جزء من استقرارها في مواجهة التحديات.

مشاريع المياه والإصحاح

في برنامج المياه والإصحاح، وبالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، عملت فرق وطن على إنشاء شبكات مياه جديدة لخدمة 11,323 مستفيدًا، مما يوفر لهم مياه شرب نظيفة وآمنة. تم تشغيل الشبكات باستخدام أنظمة طاقة شمسية مبتكرة استفاد منها 5,480 شخصًا. كما تم إنشاء خطوط صرف صحي جديدة استفاد منها 8,290 شخصًا، مما ساهم في تحسين الظروف الصحية والبيئية.

تم توزيع 12,281 سلة نظافة شخصية، وتوفير خزانات مياه وحاويات قمامة لإدارة النفايات. بالإضافة إلى ذلك، تم تزويد المخيمات يوميًا بالمياه الصالحة للشرب، مع العمل على تفريغ الحفر الفنية وترحيل النفايات الصلبة، مما قلل من المخاطر الصحية والبيئية.

أما في تركيا، فقد قدمت وطن الدعم للعائلات المتضررة من الزلزال في منطقة ييلاداغ من خلال توزيع 150 سلة نظافة شخصية، لتلبية احتياجاتهم الأساسية في ظل الظروف الصعبة.

كان الحدث الأبرز هذا العام في برنامج المياه والإصحاح هو تشغيل وحدة معالجة النفايات الصلبة  MRF، التي تحول النفايات المسببة للأمراض والأوبئة المعدية إلى سماد عضوي مفيد للمستفيدين في حدائقهم. هذه المبادرة تسهم في تقليل المخاطر البيئية والصحية الناتجة عن النفايات العشوائية، وتعزز من الاستدامة البيئية من خلال إعادة استخدام النفايات بشكل فعال.

الاستجابة للطوارئ وحماية المخيمات

في إطار برنامج المأوى والمواد غير الغذائية، تم تقديم 1,987 سلة طوارئ لأكثر من 480 مخيماً، مستهدفة الأسر التي كانت بأمس الحاجة للدعم العاجل. كما تم توفير مأوى لأكثر من 18,850 فردًا عبر توزيع وتركيب 3,577 خيمة جديدة، إلى جانب توفير الحماية لآلاف العائلات من برد الشتاء وحر الصيف من خلال توزيع 4,632 عازلًا بلاستيكيًا استفادت منها 2,316 عائلة.

وفي سياق تعزيز الحياة الكريمة، تم العمل على تحسين البيئة المحيطة في 43 مخيمًا، من خلال تنفيذ مشاريع شملت تمديد خطوط الصرف الصحي، وتركيب إنارة للشوارع، ورصف الطرق، مما أسهم بشكل مباشر في تحسين ظروف حياة 67,042 فردًا.

كما امتدت الجهود لتشمل حلولًا مستدامة، حيث تم إنشاء مأوى كريم في مخيم “المهجرين” دير حسان استفادت منه 159 عائلة، بالإضافة إلى إنشاء مراكز إيواء في كللي ومعرتمصرين دعمت مئات الأسر النازحة. وتم أيضًا إنشاء محطات توقف مجهزة في معبري عون الدادات وأبو الزندين لتقديم الدعم للنازحين العائدين من لبنان.

أما في هاتاي، فقد استجابت وطن بشكل فوري لاحتياجات الأسر المتضررة من الزلزال، عبر تقديم  374 وحدة سكنية مسبقة الصنع متكاملة مع بنية تحتية وخدمات اجتماعية، لتوفير بيئة سكنية آمنة ومستقرة.

برنامج الحماية في وطن: دعم شامل وإنجازات نوعية

حقق برنامج الحماية في وطن إنجازات نوعية، حيث قدم الدعم لـ 505 حالات ضمن خدمات إدارة الحالة التي شملت النساء المعيلات للأسر، والأطفال العاملين أو المنقطعين عن التعليم، والأشخاص ذوي الإعاقة. كما استفادت 3500 امرأة و1200 رجل من جلسات الدعم النفسي الاجتماعي وتطوير المهارات الوالدية والحياتية، إلى جانب 7300 طفل شاركوا في أنشطة المساحات الصديقة التي جمعت بين الدعم النفسي والفعاليات الجماعية.

وشمل البرنامج أيضًا تقديم الدعم لـ 120 شخصًا من ذوي الإعاقة الحركية، وتنظيم 15 فعالية للأطفال، تضمنت أنشطة تعليمية وترفيهية مثل “سينما وطن”. كما استمر في دعم 150 طفلًا يتيمًا من خلال تقديم كفالات شهرية، في خطوة تسعى لتعزيز استقرارهم وتأمين احتياجاتهم الأساسية

مواجهة الأزمة في غزة

وفي غزة، تصاعدت معاناة السكان مع استمرار الحصار والقصف، مما أدى إلى تزايد الاحتياجات الأساسية بشكل حاد. استجابت وطن لهذه الأزمة بتقديم سلال غذائية استفاد منها 5000 عائلة، إلى جانب توزيع 6,300 وجبة بالدجاج و3,000 وجبة باللحم والخضروات، لتخفيف معاناة آلاف الأسر. كما وفرت المنظمة 7,714 صهريج مياه نظيفة للنازحين، لتلبية احتياجاتهم في ظل أزمة المياه الصالحة للشرب. وفي مواجهة البرد القارس، قامت وطن بتوزيع 2,500 غطاء وفراش للأسر التي تعاني من نقص الحماية اللازمة.

ومع انهيار النظام الصحي، أطلقت المنظمة مستشفى ميدانيًا طارئًا في خان يونس لتقديم الرعاية الطبية العاجلة للمرضى والمصابين، مؤكدةً التزامها بدعم صمود سكان غزة في ظل هذه الظروف القاسية.

نظرة إلى المستقبل: طموحات وطن للعام القادم

ومع نهاية هذا العام، وبعد أن تمكنا من الوصول إلى كافة المحافظات السورية، تتطلع وطن إلى توسيع نطاق عملها بشكل أكبر في العام الجديد. ستقوم وطن بافتتاح مكاتب لها في أهم المحافظات السورية مثل دمشق، حمص، حلب، واللاذقية، وتشكيل فرق تطوعية محلية في كل محافظة لإجراء تقييمات دقيقة لاحتياجات المجتمعات، تمهيدًا لتنفيذ مشاريع استراتيجية تهدف إلى تحسين حياة السكان في هذه المناطق.

إن التزام وطن بتقديم الدعم المستدام لا يقتصر فقط على المشاريع التنموية التي تسهم في النهوض بالواقع المعيشي، بل يمتد إلى خطط مستقبلية طموحة تشمل إطلاق مشاريع تساهم في إشراك شباب سوريا في بناء وطنهم، حيث تعطى الأولوية لتعزيز المؤسسات، وتمكين الشباب، وتعزيز التعليم، والتنمية الاقتصادية، ورعاية الانسجام الاجتماعي، نحن نؤمن أن الشباب السوري هم القوة الحقيقية لبناء وطن حر وكريم، وطن نحلم به جميعًا، وسنسعى بكل جهد لنبنيه سويًا بيد أبناء سوريا الأبطال، عبر استثمار طاقاتهم وإمكاناتهم في خلق مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة.

من خلال هذه الخطوات الطموحة، تستعد وطن للانطلاق نحو مستقبل مشرق، حيث تكون كل محافظة في سوريا جزءًا من حكاية النجاح والتقدم الذي طالما كان أملنا وهدفنا السامي.