مع غروب الشمس تدخل أشعة الضوء بلطف إلى المخيمات المتناثرة في شمال سوريا. ومع استضافتها لعدد كبير من الأسر النازحة، تقف هذه الأشعة كشاهدة صامتة على الصعوبات الجسيمة التي يعيشها سكانها. حيث لا يتوقف التحدي اليومي للبقاء عند حدود مواجهة الطقس القاسي، بل يتعداه إلى جهد مستمر لتأمين الغذاء الضروري للبقاء على قيد الحياة.
وفقاً لمنسقي الاستجابة في سوريا، تشير البيانات إلى أن 80% من السكان يواجهون صعوبات في تأمين الطعام في المستقبل القريب، مع ارتفاع هذا الرقم إلى 87% داخل المخيمات في الشمال الغربي، مما يدعو إلى القلق الشديد. إن هذه الأرقام توضح واقعية حجم الحاجة الماسة إلى تدخل إنساني فعال ومستدام.
في هذا السياق العصيب، يفتقر قاطني مخيم الشاطر في منطقة دير سمعان بريف إدلب في الشمال السوري إلى أبسط الاحتياجات الحياتية بعد معاناة من التهجير وقلة الموارد الأساسية، وعليه قامت “وطن” بدعم من جمعية امتي،بتوزيع السلال الغذائية للأسر المحتاجة، كإستجابة ضرورية لتلبية الاحتياجات الأساسية للمجتمعات المحلية. وتأتي هذه الجهود في وقت يزداد فيه عدد الأسر المحتاجة إلى المساعدة الفورية في المنطقة.
رغم الجهود الحثيثة، تبقى التحديات كبيرة، حيث يحتاج آلاف الأشخاص داخل المخيمات إلى دعم مستمر لتلبية احتياجاتهم اليومية بشكل مستدام. إن هذه الجهود تعكس التزام “وطن” بمساعدة المحتاجين وتحسين ظروفهم في وقت يبقى فيه الدعم الدولي ضرورياً لضمان تلبية الاحتياجات الضرورية للمتضررين.
بمواجهة الأوضاع الإنسانية الصعبة في شمال سوريا، تستمر جهود “وطن” وغيرها من المنظمات في إحداث تأثير إيجابي حقيقي على حياة الناس. إن تقديم الدعم المستمر وتعزيز الوعي بالمشاكل الإنسانية العاجلة في المنطقة يعكس التزامنا ببناء مستقبل أفضل للجميع، حيث يعيش الناس بكرامة وأمل.
إن دعمنا المستمر للجهود الإنسانية في المنطقة ليس مجرد واجب، بل هو شرف يجسد قوتنا المشتركة في بناء عالم أفضل وأكثر إنسانية