بعد توقف عمل محطات ضخ المياه في مدينة جسر الشغور منذ عام 2017 عانت المدينة من نقص شديد وصعوبة بتوفيرها للبيوت، ومنذ ذلك الوقت يعتمد السكان على الصهاريج لتأمين احتياجاتهم من المياه.
يعيش أبو أحمد في إحدى المنازل مع زوجته وأطفاله بمدينة جسر الشغور، حيث يجد صعوبة كبيرة في الحصول على مياه الشرب، بسبب نقص الدخل المادي الذي لا يكفي لتلبية احتياجات عائلته الأساسية، بالإضافة إلى التزاماته الشهرية الضرورية مثل فواتير الكهرباء ووسائل النقل.
يقول أبو أحمد: “عندما ينقطع الماء في منزلنا، تكون هذه اللحظات كأعباء ثقيلة على أكتافي، حيث يجب عليَّ أن أترك عملي لأبحث عن صهريج لأملأه بالماء، وقد لا أجد هذه الخدمة متاحة”.
وعلى الرغم من أن مدينة جسر الشغور تحيط بها المياه الجوفية ويمر بها نهر العاصي، مما يجعلها مصدراً غنياً بالمياه، إلا أن سكانها يعانون من العطش بشدة، مما جعلها تُعرف بـ “مدينة المياه بلا مياه”، كما يصفها نشطاء المدينة.
لمواجهة هذه الأزمة أطلقت وطن بنهجها المبتكر والمستدام مشروعاً في جسر الشغور يهدف إلى الإغاثة وتحقيق الاستدامة على المدى الطويل والتخفيف من معاناة المستمرة منذ 4 سنوات، وذلك بدعم من الشركاء الدوليين والتنسيق مع السلطات المحلية.
تم إنشاء خزان مياه عالي السعة يبلغ 300 متر مكعب من قبل فريق برنامج المياه والإصحاح، بالإضافة إلى توصيل المياه إلى الأحياء النائية عن طريق إعادة تأهيل شبكات المياه في المدينة، ليصل عدد المستفيدين من هذا المشروع لـ 55 ألف مستفيد
وقدمت الفرق الميدانية دعماً تشغيلياً فعالاً للمحطات بتثبيت أنظمة طاقة شمسية مؤلفة من 315 لوح باستطاعة 180 كليلو واط لتشغيل بئران ضمن المحطة من أصل تسعة آبار، مما ساهم في خفض التكاليف التشغيلية وتعزيزكفاءة المحطات بالطاقة النظيفة، وبالتالي تقليل الأعطال الناجمة عن الاعتماد على المولدات أو الطاقة الكهربائية.
ومن خلال إعادة تأهيل وتركيب المحطات والمحولات الكهربائية اللازمة، عملت وطن على تأمين توفير المياه بشكل مستدام لسكان المدينة، بالإضافة إلى إعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة كخطوط المياه الرئيسية المؤدية إلى الأحياء النائية.
“الحمد لله، الآن أصبحت الأمور أفضل كثيرًا، لم أعد بحاجة إلى الاعتماد على المياه غير الآمنة التي تأتي عبر الصهاريج، الآن نحن نتلقى المياه المعقمة بالكلور مباشرة، ولم أعد مضطرًا لترك عملي للبحث عمن يجلب المياه إلى منزلنا.” بهذه الكلمات، شاركنا أبو أحمد عندما التقينا به، وهو يضم أطفاله الصغار.
وبالرغم من استمرار تحديات نقص الموارد الأساسية التي تعاني منها مجتمعاتنا ونقص الدعم والتمويل، فالجهود المستمرة بتقديم المشاريع المستدامة قدر الإمكان. بفضل هذه الجهود نطمح إلى إنهاء معاناة الكثيرين وإحداث تأثير إيجابي يمتد لمناطق أخرى لا تزال تعاني من مشاكل بتوفير المياه الآمنة.