
يعدُّ قطاع الزيتون أحد أهم الركائز الزراعية في شمال سوريا، حيث تعتمد آلاف العائلات على إنتاج الزيتون وزيته كمصدر رئيسي للدخل. وفي ظل الحاجة إلى تعزيز الأبحاث الزراعية ودعم القطاع بمعلومات دقيقة، أصبح تطوير القدرات البحثية في هذا المجال أمرًا ضروريًا لضمان استدامة الإنتاج وتحسين جودة المحاصيل.
في إطار دعم البحث العلمي وتطوير أدوات تحليل الزيتون، مكّن مشروع “وطن” بالتعاون مع جامعة إدلب من الحصول على تقنيات متطورة تساهم في تطوير الأبحاث الزراعية. فمن خلال توفير معدات مخبرية حديثة، أصبح بالإمكان إجراء دراسات دقيقة على أصناف الزيتون، وتحليل التربة، وتحديد أفضل الممارسات الزراعية التي ترفع من كفاءة الإنتاج وجودة الزيت.
ساعد هذا التطور البحثي في تمكين الجامعة من إجراء دراسات متقدمة حول أصناف الزيتون الملائمة للمناخ المحلي، مما يسمح بتحسين استراتيجيات الزراعة وزيادة الإنتاجية. كما يفتح الباب أمام المزارعين للحصول على إرشادات علمية مبنية على بيانات دقيقة، تتيح لهم اختيار الأصناف المناسبة وتقنيات الزراعة الحديثة التي تقلل من المخاطر وتزيد من العوائد الاقتصادية.
لعبت جامعة إدلب دورًا محوريًا في هذا المشروع، حيث أتاح لها الدعم البحثي المقدم من “وطن” توظيف الكفاءات العلمية المتخصصة، وتطوير مختبراتها، وتحليل البيانات الزراعية بدقة. كما ساهم هذا التعاون في رفع مستوى البحث العلمي، ما يجعل الجامعة مركزًا أساسيًا للدراسات الزراعية في المنطقة.
من خلال هذه المبادرة، تعمل “وطن” على تمكين البحث العلمي الزراعي كمحرك رئيسي لتطوير قطاع الزيتون، وذلك عبر تقديم التقنيات الحديثة، وتنظيم ورش العمل، وتوفير الدعم الفني الذي يساعد في تحويل نتائج الأبحاث إلى تطبيقات عملية يستفيد منها المزارعون مباشرة. هذه الجهود تمثل خطوة نحو تحقيق الاستدامة الزراعية، وضمان إنتاج زيت زيتون عالي الجودة، وتعزيز الأمن الغذائي في شمال سوريا.
إن تطوير البحث العلمي في مجال الزيتون لا يعزز فقط من إنتاجية المزارعين، بل يسهم أيضًا في تحقيق نقلة نوعية في القطاع الزراعي، ما يضمن مستقبلًا أكثر استقرارًا واستدامة لهذا المورد الاقتصادي الحيوي.