في سجلات الزمن، و تحديداً في السادس من فبراير2023 – الساعة 4:17، هزت موجة زلزالية هدوء جنوب تركيا وشمال سوريا. ترك الزلزال المدمر في أعقابه مأساة ذات أبعاد لا مثيل لها – مباني منهارة، وأحلام محطمة، ومناظر طبيعية تحولت إلى خراب. وبما أن هذا اليوم حمل ندبة عميقة في تاريخنا.
ومع ذكرى زلزال السادس من شباط/فبراير، أطلقت “وطن”، بالتعاون مع الدفاع المدني السوري ومديريات الصحة وفعاليات محلية، مبادرة “ وَمَنْ أَحْيَاهَا “. والتي تمثل حملة مؤثرة تهدف إلى إحياء ذكرى المأساة بمزيج فريد من التذكر والأمل والتماسك.
تحركت فرق “وطن” الطبية، مسلحة بأكياس الدم والعزيمة، إلى النقاط الرئيسية في شمال غرب سوريا. ومن مركز الدفاع المدني في إدلب إلى المكاتب الطبية في حلب وخارجها، قامت المبادرة بجمع أكثر من 540 وحدة دم على مدار ثلاثة أيام. كشهادة على تكاتف القلوب والأيادي في مواجهة الكوارث.
الدم والحياة والوحدة:
وبعيدًا عن كونها مجرد حملة للتبرع بالدم، فقد كانت هذه المبادرة تشع بموجة من الحياة والتضامن. فإن كل قطرة من الــ 540 وحدة من الدم، ترمز إلى الانتصار على الشدائد. وفي هذه اللحظات، أصبح كل تبرع بمثابة ضربة فرشاة على لوحة أمل، وعمل ملموس لإعادة بناء الحياة وإعطاء درس مدوي للعالم.
مبادرة “وطن” “ وَمَنْ أَحْيَاهَا ” تتجاوز الذاكرة العابرة؛ لتصبح رمزًا للتماسك في مواجهة الكوارث. القلوب الرحيمة أحدثت فرقاً، فهرعت إلى بنوك الدم، حريصة على أن تكون جزءاً من قصة البقاء والوحدة. هذه التحركات الإنسانية ليست مجرد علامات تاريخية؛ إنهم شهود على الاستجابة الجماعية في أوقات الأزمات.
التزام متجدد:
دع هذه اللحظات يتردد صداها في قلوبنا تشجيعا وتحفيزا. تذكروا قوة العمل الجماعي في أوقات الشدة، واحملوا ذكريات الأمل والتضحية إلى الأمام. مع استمرار فرق وطن في حملات الحصاد الميداني، يبقى الالتزام ثابتاً بتوفير المستلزمات الطبية، وتسليم الوحدات الحيوية على وجه السرعة، والارتقاء إلى مستوى التحديات، وطن تجدد التزامها بالعمل المستمر، واعدة بالارتقاء إلى مستوى التحديات، وبذل المزيد من الجهود، وتقديم المساعدة عندما يكون العالم في حاجة. إن الطريق أمامنا هو طريق الإنسانية، الذي يحمل ذكريات الأمل وقصص التضحية، وهو منارة تعزز الإيمان بقوة الروح الإنسانية.
وبينما نمضي قدما بثقة على طريق الإنسانية، دعونا نبقى متحدين ونقف معا. وبقوة تضامننا نجد الأمل ونضيء شمعة الحياة في ظلمات الكوارث. في كل أزمة، تقف “وطن” كشاهد على مرونة الروح الإنسانية، وتنسج نسيج الوحدة والأمل حتى في أصعب الأوقات.