عام دراسي جديد ومشاكل متجددة… مبادرات وطن لدعم الطلاب الأيتام – WATAN

عام دراسي جديد ومشاكل متجددة... مبادرات وطن لدعم الطلاب الأيتام

مع بداية شهر أيلول/سبتمبر من كل عام، يبدأ الأهالي في سوريا في الاستعداد لاستقبال عام دراسي جديد، وهو وقت يملؤه الأمل في تحقيق النجاح والتفوق. بالنسبة للعديد من الأسر، يعتبر تجهيز الأطفال بالمستلزمات المدرسية جزءاً أساسياً من استعداداتهم، حيث يسعى كل منهم لتزويد أبنائه بالأدوات اللازمة لتحقيق أفضل النتائج الدراسية. لكن، وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، يواجه العديد من الطلاب تحديات كبيرة تتعلق بتوفير هذه المستلزمات.

تُعَدّ قلة الموارد المالية من أبرز هذه التحديات، إذ يعاني الكثير من الأهالي من صعوبة في تأمين الاحتياجات المدرسية الأساسية. هذه الصعوبات تزداد تعقيداً بالنسبة للأطفال الأيتام، الذين يفتقرون إلى الدعم المالي الكافي للحصول على الأدوات المدرسية الضرورية، مما يضعهم في موقف صعب يهدد قدرتهم على متابعة تعليمهم بشكل فعال.

في هذا الإطار، جاء دور وطن بالتعاون مع جمعية المودة الإنسانية، حيث عملت على توفير الدعم اللازم من القرطاسية المدرسية للأطفال الأيتام في مدينة جسر الشغور، من خلال توفير مجموعة كاملة من القرطاسية المدرسية، بما في ذلك الحقائب المدرسية، الأقلام، الدفاتر، والمستلزمات الفنية الأخرى.

لقد كان الهدف من هذا الدعم ليس فقط تزويد الأطفال بما يحتاجونه لبدء عامهم الدراسي، ولكن أيضًا تعزيز معنوياتهم وتمكينهم من تحقيق النجاح الأكاديمي. إن توفير الأدوات المدرسية لم يكن مجرد عملية لوجستية، بل كان له تأثيرات إيجابية عميقة على حياة هؤلاء الأطفال.

أظهرت هذه الجهود التزام وطن بالاهتمام بالتفاصيل الصغيرة التي قد تكون لها تأثيرات كبيرة على حياة الأطفال. عبر تقديم الدعم والمساعدة في هذا الوقت الحاسم، ساهمت المنظمة في تعزيز قدرة الطلاب على تحقيق أحلامهم الأكاديمية والوصول إلى أهدافهم.

ومع أهمية توفير المستلزمات المدرسية للأطفال الأيتام، يتجاوز الدور المطلوب مجرد تزويدهم بالأدوات اللازمة. إذ يجب أن يكون هناك جهد مستمر لتحسين الواقع التعليمي بشكل عام في شمال سوريا. وفقاً للإحصائيات الأخيرة الصادرة عن منسقو الاستجابة، فقد بلغت نسبة الاستجابة لقطاع التعليم 32% فقط خلال العام الماضي 2023. وهذا يشير إلى فجوة كبيرة في تقديم الدعم والموارد اللازمة لهذا القطاع الحيوي.

في الوقت نفسه، تم التوجه نحو خصخصة التعليم، مما يعني زيادة الاعتماد على القطاع الخاص بنسبة 33% عن العام الماضي. هذا التحول قد أدى إلى تفاقم مشكلة التسرّب من المدارس، حيث يُحرم آلاف الطلاب من فرصة التعليم الجيد. إضافة إلى ذلك، تعاني المدارس العامة من ازدحام هائل في الصفوف الدراسية، حيث وصلت نسبة الازدحام إلى 47% كمتوسط، و27% منها مزدحمة جداً. هذا الازدحام لا يعيق فقط جودة التعليم، بل يؤثر بشكل مباشر على قدرة الطلاب على الاستفادة من العملية التعليمية بفعالية.

لذا، لا بد من توجيه الجهود نحو تحسين الظروف التعليمية بشكل شامل، من خلال تعزيز دعم قطاع التعليم، وتوفير الموارد اللازمة للمدارس، والعمل على تقليل الازدحام وضمان جودة التعليم للجميع. هذه الخطوات ضرورية لضمان مستقبل مشرق للأطفال، وتوفير بيئة تعليمية ملائمة تمكنهم من تحقيق إمكاناتهم الكاملة.

معاً، يمكننا أن نحدث فرقاً حقيقياً في حياة هؤلاء الأطفال ونرسم لهم طريقاً نحو النجاح.

DECLINE