
تحت عنوان “معاً نبني جسور السلام”، والتي حملت شعار “سلام يجمعنا” نظم برنامج الحماية في وطن مبادرة مميزة في مدينة حلب بتاريخ 31 كانون الأول 2024. وتهدف هذه المبادرة إلى نشر رسالة المحبة والسلام وتعزيز قيم الوحدة والتعايش بين أفراد المجتمع. وقد جاءت هذه الخطوة بناءً على إيمان عميق بأن السلام هو الأساس الذي تُبنى عليه المجتمعات القوية والمستقرة، خاصة في مدينة حلب التي عانت على مدار سنوات من آثار الحرب والانقسامات.
سعت المبادرة إلى نشر ثقافة السلام بين أفراد المجتمع، بهدف تقليص التوترات المجتمعية التي نشأت نتيجة سنوات من الصراع. كان الهدف الأساسي هو تنظيم مسير صامت يحمل رسالة قوية حول أهمية التعايش السلمي بين الجميع. كما سعت إلى تعزيز الوحدة المجتمعية وبناء الثقة بين أفراد المجتمع من خلال توحيد الجهود لمكافحة العنف والانقسام.
أيضًا، ركزت المبادرة على إيصال رسالة محبة وتعاون، حيث تم تسليط الضوء على أهمية العمل الجماعي من خلال أنشطة رمزية تعكس التضامن بين جميع الأطياف الدينية والاجتماعية، مؤكدين أن المستقبل أفضل عندما يكون هناك التزام بقيم السلام.
تضمن المسير الصامت، الذي شارك فيه أكثر من 150 شخصاً من جميع الأعمار والفئات الاجتماعية، فعاليات متنوعة تميزت بتنوع المشاركين، من كبار السن إلى الأطفال. رُفعت خلال المسير لافتات تحمل عبارات تدعو للسلام والمحبة، مما أضاف عمقاً عاطفياً للأجواء.
من بين الفعاليات الرمزية التي تم تنظيمها، وضع الشموع أمام الكنائس والجوامع، في إشارة قوية للوحدة والتعايش بين الأديان. كما شهدت الفعالية مشاركة واسعة من فرق التطوع المحلية، مثل فريق وطن وفريق متطوعي حلب، إضافة إلى مشاركة كشاف الفوج العاشر، وانضمام العديد من الأشخاص إلى المسير بشكل عفوي بعد دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
تمكنت المبادرة من التأكيد على قيم السلام والعدالة الاجتماعية، حيث نجحت في إرسال رسالة واضحة بأن السلام هو الأساس لبناء المجتمعات المستدامة. كما ساهمت في تعزيز التلاحم المجتمعي عبر مشاركة أفراد من خلفيات متنوعة، وهو ما يعكس إرادة حقيقية في السعي للتعايش والوحدة.
كان التجاوب المجتمعي مع المبادرة لافتاً، مما يدل على الدعم الكبير من أهالي حلب للمبادرة ورغبتهم في العودة إلى الحياة الطبيعية والمسالمة بعد سنوات من الصراع.
تُظهر هذه الإنجازات أن وطن تسعى جاهدة لإعادة بناء المجتمعات السورية على أسس من المحبة والسلام، بعيدًاعن صخب الحرب وصوت القذائف وهدير الطائرات. ففي تنوعها الثقافي الغني، تمتلك سوريا القدرة على النهوضمن جديد، بفضل أبناءها الشجعان الذين لا يترددون لحظة في تقديم كل ما في وسعهم لإعادة بناء وطنهم الغالي.
ومع افتتاح مكتبها في حلب وخططها الرامية إلى التواجد القوي، تسعى وطن إلى إشراك الشباب والشابات من مختلف الأطياف والأديان في بناء بلدهم الحبيبة بكل حب وسلام، حتى يكون حضورهم فعالاً كمساهمين ومبادرين، مسهمين في خلق بيئة تشجع على التعاون والتضامن.