
بعد تحرير سوريا، ومع تحسن قدرة المنظمات على الوصول إلى كافة المحافظات، بدأت المنظمات الإنسانية بشكل عاجل لإجراء مسوحات وإحصاءات حول الاحتياج الحقيقي والمطلوب من أجل بناء قدرات حقيقية في ظل المتغيرات الجديد، لتجد فجوات كبيرة في الواقع المعيشي والإنساني الصعب.
ومن خلال بعض المعطيات الواضحة، بادرت وطن فورًا إلى افتتاح مكاتب رئيسية جديدة في دمشق، حلب، حمص، واللاذقية، ومن خلال منهجية واضحة محددة بدأت وطن عبر منصاتها الرسمية باستقطاب المتطوعين والمتطوعات من الشباب الحريصين على إعادة بناء وطنهم بكل حبٍ وشغف. والتي لاقت إقبالًا واسعًا من مختلف المحافظات، حيث انضم عدد كبير من المتطوعين وفق المعايير المطلوبة لضمان فاعلية وتأثير جهودهم.
ولتعزيز مهاراتهم وانخراطهم في العمل الميداني، تم تدريب المتطوعين على مجموعة من التدريبات كالمراقبة والتقييموادارة المعلومات وجمع البيانات بإشراف مختصين من فريق وطن وكيف تساهم نتائج هذه الأعمال والتدريبات علىتحسين الاستجابة الإنسانية.
ركّزت التدريبات على آليات جمع البيانات عبر الهواتف المحمولة باستخدام تطبيقات متخصصة، مع التركيز على التقنيات الحديثة والدقيقة وجعل عملية جمع البيانات أكثر فعالية وسرعة وموثوقية.
ومن خلال هذه الخطوة، تسعى وطن إلى إشراك الشباب السوري في عملية بناء بلادهم، عبر تزويدهم بالوسائل المتاحة التي تمكّنهم من دخول المجال الإنساني والمؤسساتي، مع التركيز على تطوير مهاراتهم في التعامل مع الاستجابات الإنسانية واحتياجات العائلات السورية.
كما عقد فريق وطن سلسلة من الاجتماعات مع عدة جهات مانحة، وسعيًا لتعزيز جهود التنمية. عرض الفريق مشاريع وطن الاستراتيجية التي عملت عليها وأحدثت فرقًا ملموسًا في حياة العائلات النازحة في شمال غربي سوريا، إلى جانب استعراض خططها المستقبلية الهادفة إلى تلبية الاحتياجات الأساسية في مختلف المحافظات السورية.
بهذه الجهود المتكاملة، تُرسّخ وطن دورها الريادي كإحدى أوائل المنظمات التي تعمل على تحقيق التنمية والاستدامة في سوريا، عبر نهج مدروس يجمع بين التوسع الميداني، تمكين الشباب، والشراكة الفعالة مع الجهات المانحة، لخلق واقع معيشي أفضل للسوريين