يمكننا مقاومة الفقر والصبر.. لكن ولأن الماء مؤشر الحياة على كوكبنا لا يمكننا مقاومة الجفاف والتلوّث المستمر، هذا حال قاطني لا يجد المئات من الأحياء مياه صالحة للشرب أو النظافة، ويتزامن نقص المياه مع فوضى المخيم و زحمة المكان..
تَذْكُرُ ذلك اليوم الذي توقف فيه الماء بسبب أعطالٍ أو إخطارٍ حكومي…؟ كم نشعر بالعجز وكل شيء يتوقف في ذلك اليوم.. بالنسبة لهم عهدٌ يعيشونه لحظة بلحظة، إنه نمط حياة يحاولون التعود عليه، وتكون الأزمة أعمق حينما يتعلّق الأمر بالعجز عن إيجاد محيط صحي ونظيف لحياة الأسرة وصحّة أطفالها..
تختلط رائحة التعب بروائح الطبيعة القاسية وغياب إمدادات المياه غرباً في المخيم السوري وتسعى منظومة وطن لاحتضان آثار الفوضى..
كحلّ جذري قامت فرقنا بخطوات هامّة منذ بداية شهر مارس الفارط قد تغيّر المستقبل الصحّي للكثيرين من سكّان المنطقة من خلال القيام بعدّة جهود وإنجازات:
- تزويد مياه معقمة عبر صهاريج
- ترحيل النفايات الصلبة
- سحب الجور الفنية
- توزيع سلال معززات نظافة شخصية
- توزيع حاويات قمامه
- بناء كتل حمامات عادية ولذوي الاحتياجات الخاصة
- التعاقد مع عمال لتنظيف كتل الحمامات بشكل يومي
- توزيع خزانات سعة 1000 لتر
كما لم يقتصر نشاط المشروع على تقديم الدعم المحسوس بل تم تنظيم حملات توعية صحية دورية لتجديد الوعي لدى العائلات بضرورة الاهتمام بضوابط النظافة الصحية و تنمية ذلك لدى الأطفال. شمل المشروع مساحة شاسعة تضمّ مخيمات عديدة ( افاميا- البركة – ساعد – شهداء الجنوب – العيس – البرج – اليمامه – السليم – جبل الحص – أجيال – الأبيض القديم – الأبيض الجديد – النجمة – وادي العين – تجمع السحارة – الموسى – شيرمغار – المقلع – الساقية – اليوسف – الدانا – كفرلوسين – بابسقا – سرمدا – باتبو – حزانو – كفردريان – ترمانين- برج النمرة.
و لإستمرار تلبية الحاجة الملحة لتعزيز موضوع النظافة تم تجديد أعمال المشروع بخصوص النظافة الشخصية والذي يعد من أهم الاحتياجات التي تتطلب التدخل بشكل فوري في كافة المجالات لتخفيف أعباء النازحين خاصّة مع مرورها بجائحة فيروس كورونا
كما يشهد المكان تزايد عدد كبير من العائلات ممّا استوجب وجود الكثير من الحمامات الخاصة والعامة مع ضرورة العمل على توفير بيئة نظيفة للتخفيف من أعباء المستفيدين وتوفير بيئة آمنه وصحية ومستقرة.
حتى الشهر الأخير تمكّن المشروع من بدأ أعمال نشاط تزويد المياه وترحيل النفايات الصلبة، سحب الحفر الفنية للمزودين الجدد الذين تم اعتمادهم لتقديم الخدمات وترحيل النفايات الذي بدأ منذ تاريخ 21-05-2022 مع تواصل عمل مزود تفريغ الحفر الفنية الذي بدأ بتاريخ 12-04-2022
كما لم تتوقف حملات التوعية الصحية حيث وصل عدد المستفيدين خلال شهر أيار إلى (1212) مستفيد بشكل مباشر و5760 مستفيدين بشكل غير مباشر بعدد جلسات وصل الى 144
وأخيراً بلغ إجمالي المستفيدين من هذه الخدمة 46056فردا ضمن 7928 عائلة…
ومن ضمن الإشكاليات التي تمّ أخذها بعين الاعتبار في علاج الأوضاع مشكلة سيلان المياه الخارجة من الاستخدام المنزلي إلى الطرقات والتي تؤدي إلى تشكيل مستنقعات تحوي الكثير من الأوساخ والأمراض.
وقد شهدت المخيمات بعد التدخّلات المذكورة تناقص انتشار الأمراض وضمان وصول المياه المعقمة لكافة العائلات والتخفيف من الأعباء المادية لديها..
لضمان مستقبل أفضل، تسعى “وطن” المنظمة الإنسانية إلى إيجاد حلول جادة لتوفير وسائل النظافة لجميع المخيّمات المحيطة بالمنطقة وتوفير ظروف معيشية صحية لهذه الأقليات والمجتمعات المنعزلة.
نحن لا نحصر أنفسنا بالحلول المادية فقط، بل نرفع الوعي بمشكلة نقص الأمن الصحّي في ظلّ بيئة المخيّم لتوعية الأجيال الجديدة بأهمية هذه القضية بشكل أفضل. بخصوص هذا البرنامج، يمكنك الانضمام إلينا على موقعنا، لا تتردد في التبرع لأن دعمك يضمن استمرارية أهدافنا وينقذ حياة المئات من النازحين.
مع استمرار دعمكم المادي تتحسّن توقعاتنا بشأن المستقبل حول فرص النجاح في تعزيز النظافة الشخصية وتوفير مياه معقمة والتقليل من انتشار الأمراض والأوبئة لدعم العائلات ذوي الدخل المحدود والأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة وتخفيف العبء المادي عن كاهلهم.. كما نسعى إلى توسيع شبكة الصرف الصحّي لنصرف عنهم قسوة العجز بين التلوّث والأمراض…