مأساة صحية تتفاقم… تحديات نقص المياه ودور المنظمات الإنسانية في التصدي لها – WATAN

مأساة صحية تتفاقم... تحديات نقص المياه ودور المنظمات الإنسانية في التصدي لها

بعد انقطاع الدعم عن قطاع المياه لشمال غربي سوريا، اجتاحتها موجة جرب أصابت المئات من النازحين،وبحسب دراسة استقصائية أجرتها منظمة الصحة العالمية، فإن مرض الجرب ينتشر بشكل مرتفع وغير عادي ضمن ست مناطق في إدلب، حيث يعيش 4.2 مليون شخص، معظمهم نساء وأطفال، وأن سكان المخيمات أكثر عرضة للإصابة بالجرب سبع مرات مقارنة بالقاطنين خارجها.

وأوضحت الدراسة المنشورة في مطلع شهر أيار/ مايو 2024، أن 32.4 في المئة من المخيمات، 51.6 في المئة من المجتمعات لديها حالياً خدمات الاستجابة للجرب، ما يترك باقي المناطق من دون مساعدة رغم كونها ذات أولوية قصوى. ولفت المركز إلى أن الظروف المعيشية المكتظة ومحدودية الوصول إلى العلاج الفعال تساهمان في زيادة خطر الإصابة.

في ظل التحديات الراهنة، يشارك أبو عمار، ساكن مخيم البرج بريف إدلب، تجربته قائلاً: ‘أخبرتنا معظم المنظمات التي كانت تدعم مشاريع توفير المياه للمخيمات بانتهاء دعمها بشكل مفاجئ في بداية شهر حزيران/يونيو. وهذا الأمر أجبرنا على شراء المياه بأموالنا من الآبار، وهو أحد أكبر التحديات التي واجهتنا في ظل غياب فرص العمل ونقص الأموال.’

ومع تزايد هذه التحديات اليومية، أطلقت منظمة وطن، بالشراكة مع المنظمة الدولية للهجرة IOM وبدعم من BHAمشروعاً لتوفير المياه النظيفة في 40 مخيماً شمال سوريا، لتغطية الحاجة المستمرة للمياه الآمنة التي كانت تعانيمنها السكان. وتم تحسين الوضع بفضل إضافة الكلور المناسب إلى المياه المقدمة، حسبما أكد أحمد منصور،مسؤول برنامج المياه والإصحاح في منظمة وطن.

بالإضافة إلى توفير خدمة المياه الآمنة، تقدم فرق وطن خدمات يومية أخرى في هذه المخيمات مثل ترحيل النفايات الصلبة وتفريغ الحفر الفنية، للحد من انتشار الأمراض المعدية وللتخفيف من الروائح غير المرغوب فيها التي تزداد مع ارتفاع درجات الحرارة.

تعاوناً، وتفانياً، وبموجب البرنامج نفسه، فإن فرق وطن لم تقتصر على مجرد توفير المياه، بل أبدعت في تطوير حلول مستدامة تشمل إنشاء محطات مياه تعمل بالطاقة الشمسية، لزيادة كمية المياه وتوفيرها بشكل مستدام. بالإضافة إلى ذلك، تقوم الفرق بتمديد شبكات الصرف الصحي داخل المخيمات، مما سيساهم في القضاء على الحفر الفنية ومنع انتشار الأمراض المترتبة عنها.

يعبر أبو عمار أحد المستفيدين عن تأثير هذه الجهود قائلاً: ” بفضل الله، لم نعد بحاجة إلى شراء المياه بواسطة الصهاريج، ولم أعد أتعب نفسي في البحث عنها. الآن، نحصل على المياه بسهولة ويسر، وتم تخفيف الأعباء عنا،كما تم التخلص من أكوام القمامة والحفر الفنية التي كانت تسبب روائح كريهة.”

إن الإنجازات التي حققتها فرق وطن، من خلال المشاريع السابقة في مجال توفير المياه للمجتمعات والمخيمات بشكل مستدام، تعد دليلاً واضحاً على أهمية الجهود والدعم المستمر من الشركاء والمانحين الدوليين

ومع ذلك، على الرغم من جهود توفير هذه الخدمات، فإن الحاجة للمياه لا تزال متزايدة بشكل ملحوظ. يعيش الآلاف في المخيمات بظروف صعبة، يواجهون نقصاً حاداً في المياه الآمنة، وهو حق أساسي لا يمكن التغاضي عنه أبداً. التحديات كبيرة، لكن العمل المستمر ضرورياً لتلبية احتياجات هؤلاء الأفراد الضعفاء والمحرومين من أساسيات الحياة.

بدعمكم المستمر، يمكننا تحقيق حلم العديد من النازحين في شمال غربي سوريا، وضمان الوصول المستدام إلى المياه الآمنة.

DECLINE