لأكثر من 13 عامًا عانت سوريا من اضطرابات سكانية كبيرة بسبب النزوح والهجرة الواسعة النطاق، حيث حولت الضربات الجوية والمدفعية العديد من الأماكن إلى مناطق منكوبة، مما أجبر الناس على الانتقال إلى المخيمات بالقرب من الحدود، مما أدى إلى تلاشي الأمل في قلوب الذين يعيشون في الخيام.
“كنا نعتقد أننا سنعود قريباً”، هذه الجملة التي توافق عليها الكثير من السوريين عندما اضطروا لمغادرة منازلهم نتيجة لتصاعد العمليات العسكرية.
بالشراكة مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، قامت وطن بتنفيذ مشروع لإعادة تأهيل 20 موقعًا في شمال سوريا من خلال برنامج المأوى والمواد غير الغذائية. يشمل المشروع تمديد خطوط الصرف الصحي للتخلص من الحفر المكشوفة التي قد تتسبب في انتشار الأمراض.
لتحسين سهولة الوصول إلى هذه المواقع، شهدت هذه المواقع تحسينا للبينة التحتية مما أضاف بعضًا من الأمان والاستقرار إلى حياة السكان، حيث قامت فرق وطن الهندسية برصف الطرق وتعبيدها. كما وفرت أعمدة إنارة في المخيمات لتعزيز الأمان الليلي.
يقول أبو أحمد أحد سكان موقع المهاجرين والمستفيدين من المشروع: “هذه الخدمات حسنت من ظروف السكن لدينا. كان لدينا معاناة كبيرة من روائح الصرف الصحي والطرق المليئة بالحفر وعدم توفر الإضاءة في المخيم. الآن أصبحت الأمور أفضل بكثير، شكراً لكل من ساهم في هذا التحسين.”
أسهم هذا في التخفيف من معاناة السكان الذين قضوا سنوات طويلة في الخيام شمال سوريا. هذه الجهود لمتكن لتتحقق لولا التعاون والدعم المستمر من المانحين والشركاء الدوليين مثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
يذكر أنه وفقاً للإحصائيات، يقطن في شمال غربي سوريا حوالي 6 ملايين و17 ألف و52 شخصاً، يشكل النازحون والمهجرون منهم نسبة 49.32%. أما عدد المخيمات الرسمية والعشوائية فبلغ 1904 مخيمات، يقطنها حوالي مليوني شخص و27 ألفًا و656 نسمة، حسب “منسقو الاستجابة”. وتفتقر هذه المخيمات ومراكز الإيواء إلى الخدمات الأساسية التي تحتاجها كل اسرة منها الوصول الى المياه او الصرف الصحي.
بينما نشهد تحسنًا في بعض الجوانب، ما زالت أزمة النازحين في شمال سوريا تتطلب جهودًا كبيرة لتحقيق تغييرات جذرية. يظل التحدي الأكبر هو تأمين الموارد الأساسية مثل المياه النظيفة والرعاية الصحية، وتوفير فرص العمل ومشاريع المستدامة التي تساعد الناس على الاستقلالية والاستقرار. إن الدعم المستمر من المجتمع الدولي والمنظمات غير الحكومية أمر مهم لمساعدة السكان في تجاوز التحديات الراهنة وبناء مستقبل أفضل.