
مع تزايد التحديات الاقتصادية التي تواجه المجتمعات في شمال غرب سوريا، أصبح من الضروري استثمار جميع الطاقات البشرية المتاحة لتعزيز القدرة الإنتاجية وتحقيق التنمية المستدامة. تمتلك النساء اللواتي يشكلن أكثر من50% من السكان في هذه المناطق، يمتلكن إمكانيات هائلة يمكن أن تكون عامل حقيقي لزيادة للقوة البشرية السورية، خاصة إذا تم استثمار مهاراتهن في مشاريع اقتصادية منتجة.
تشير الدراسات إلى أن مشاركة النساء في سوق العمل يمكن أن تزيد من الناتج المحلي الإجمالي للدول بنسبة تتراوح بين 20% إلى 30%، وذلك عبر إدماجهن في القطاعات الإنتاجية وتحويلهن إلى عناصر فاعلة في الاقتصاد. في شمال غرب سوريا، تعتمد أكثر من 70% من النساء في المناطق الريفية على تربية الأغنام والأبقار كمصدر رئيسي للدخل، ولكن غالبًا ما يواجهن تحديات مثل ضعف المهارات التسويقية، نقص المعدات، وغياب الدعم الفني والمالي اللازم لتوسيع أعمالهن.
للاستفادة من هذه الطاقات، أطلقت وطن بالشراكة مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة مشروعًا يهدف إلى تحقيق التمكين الاقتصادي للنساء في المناطق المستهدفة. هذا المشروع يطرح نهجًا عمليًا ومدروسًا من شأنه تعزيز قدرة النساء على تحسين أوضاعهن الاقتصادية بشكل مستدام.
يستهدف المشروع 500 امرأة في مناطق مختلفة من إدلب وحلب، بما في ذلك ناحية حارم، سلقين، كفرتخاريم، أرمناز في إدلب، وناحية الباب، الراعي، مارع، اخترين، صوران، إعزاز في حلب. يتصدى المشروع للتحديات التي تواجه النساء اللواتي يعتمدن على تربية الأغنام والأبقار كمصدر رئيسي للدخل، ويسعى إلى تحسين مستوى معيشتهم من خلال سلسلة من الأنشطة المدروسة بعناية.
كما يهدف المشروع إلى تحسين مستوى معيشة النساء من خلال سلسلة من الأنشطة المدروسة بعناية، والتي تشمل:
1. تدريبات مكثفة لمدة يومين ضمن صالات مجهزة بأحدث الوسائل التعليمية، حيث تتعلم المشاركات مهارات تصنيع منتجات الألبان وكيفية تسويقها، مما يعزز قدراتهن الإنتاجية.2. توفير معدات أساسية لدعم الإنتاج، بما في ذلك 150 آلة لفصل الزبدة عن اللبن، يتم توزيعها على مجموعات من 3-4 نساء، بالإضافة إلى 500 وعاء لتعبئة الحليب، مما يسهل التعاون بين النساء ويزيد من كفاءة الإنتاج.3. متابعة وإشراف مستمر لضمان الاستخدام الأمثل للمعدات وتعزيز فرص تسويق المنتجات المحلية، مما يساعد في استدامة المشاريع الصغيرة وزيادة عائداتها الاقتصادية.
يهدف المشروع إلى تمكين النساء من إنشاء مشاريع صغيرة لمنتجات الألبان التي يمكن أن تساهم في تحسين الظروف الاقتصادية للأسر الضعيفة، خصوصًا تلك التي ترأسها النساء. كما يسعى إلى تعزيز ثقافة العمل الجماعي والتعاون بين المشاركات، مما يخلق بيئة تشاركية تدعم الاقتصاد المحلي وتساهم في بناء مجتمع أقوى وأكثر تكافلاً.
فعندما تحصل النساء على التدريب والدعم المناسبين، فإن العوائد لا تقتصر على تحسين وضعهن المالي فقط، بل تشمل تحسين الظروف الاقتصادية للعائلات والمجتمع ككل. على سبيل المثال، تشير التقارير إلى أن تمكين المرأة اقتصادياً يمكن أن يرفع دخل الأسرة بنسبة 30% إلى 40%، مما ينعكس إيجابياً على تحسين مستوى التعليم والصحة للأطفال وتقليل معدلات الفقر.